Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
asfan-husam
14 janvier 2007

teste

وصية

قتلة الرئيس الحريري... اغتالوني حياً !

إلى الأخت الحبيبة

إلى الأحباء إخوة وأخوات وأبناء الرئيس الشهيد

أمسكت القلم، لأكتب وصيتي... وابرر الوضع الذي وصلت إليه منذ ذاك اليوم المشئوم... يوم اغتالتني يد الغدر التي لا أجد الكلام لوصف دناءتها وحقدها وشؤمها وسفالتها.

يا الهي... كيف.

مضت أكثر من سنة...

أين كنت ؟! ... أين أصبحت!

طالما أمسكت القلم، فلأكتب القصة كاملة... قصتي... قصتي المرتبطة بهذا الإنسان الإنسان الذي حقق أحلامي... بل حقق أكثر مما حلمت.

نعم !

قدرتك يا رب.. واستلهمك الصبر يا الله... والعفو!

نعم !

هناك حياة قبل ...

ولم تعد الحياة... حياة... بعد

إذا، لأكتب القصة... والتحق بالرئيس الشهيد الحبيب.

منذ ذاك اليوم المشؤوم، أسودت الحياة في وجهي.

يا الهي...

رفيق الحريري...

هذا الحبيب، الذي حقق كلُ أحلامي.. بل حقق أكثر مما حلمت.

أهلي الأحباء

سأقص عليكم قصتي مع الرئيس الشهيد...

اعلم، واعرف، وأنا متأكد إن أحباءه كانوا كثر... فلطالما كنت مقتنعا انه يكفي لمن يعاديه، لأي سبب كان، يكفي أن يقابله كي تتغير مشاعره نحو هذا الإنسان الذي حباه الله بتلك الجاذبية.

منذ أكثر من ثلاثين عاما وإنا أتردد في الكتابة، واكتفي من هذه "المهنة" بحمل كاميرا التصوير بعد أن قررت كسر القلم بعد وفاة الحبيب حسام...

وحسام، اليوم، هو ابني ذو الثلاثة عشر ربيعاً... أطلقت عليه هذا الاسم بعد استشهاد حسام.

حسام، من قتل في أميركا...

وحسام، من قتل في بيروت.

هل ذكرت في الأسطر السابقة إن "قصتي" معقدة، أو، ربما، لا اعرف صياغتها وروايتها على الورق، أو لا املك الموهبة لذلك.

بأي حال، أن ما اكتبه هو وصية، وما اكتبه، اكتبه لنفسي، وسأسمي ما اكتبه "قصة"...

حين التقيت الرئيس الحبيب  الشهيد رفيق الحريري للمرة الأولى، اعتق انه كان وقتا لا زال عازباً، حيث كان مزمعاً للسفر إلى المملكة العربية السعودية. كنت يومها اعمل طابعاً على الآلة الكاتبة في شارع الكبوشية ، بناية الصحناوي مقابل العدلية القديمة وبعدها مدرسة الفنون الجميلة، ورئاسة الوزراء حالياً

كان هذا الشارع في تلك الأيام متخصصاً بمكاتب الطباعة على الآلة الكاتبة، والترجمة، وكتًاب العدل، وكان وقتها آخر سنوات العدلية قبل فترة قصيرة، وبعد فترة قصيرة من انتقالها إلى مركزها الحالي. كان المكتب الذي اعمل فيه يسمى "مكتب الألف باء"، وكانت الشهرة التي حصلت عليها، أنا الشاب في مقتل العمر، وقتها، نظراً للسرعة الكبيرة بالصف على الآلة الكاتبة.

وفي تلك الأيام كانت هناك قضايا انترا، وبيدس، وبنك الشمًاس. وكانت اغلب تلك القضايا، إن لم اقل كلها، تصًب بين يدي... للطباعة.

وكان من "زبائني" المفضلين الذين لا زلت اذكرهم، عبد الرحمن الصلح، ابن الرئيس سامي بك الصلح. وكان وقتها يدافع عن حقه للالتحاق بالوظيفة برتبة سفير في وزارة الخارجية، وكان هناك جهات في دوائر الدولة تحاربه، وكان يعترض على الإجراءات الإدارية ضده، ويدافع عن نفسه بأن له كل المؤهلات العلمية التي تخوله الخدمة في هكذا مركز.

هذا الرجل، من الذين لا زلت اذكرهم، ولا زلت أحبهم وأتابع أخبارهم.

ويذكر الإنسان بأخلاقه، والكرم إحدى شيم هذه الأخلاق.

فعبد الرحمن الصلح "سميي" أكن له كل محبة وتقدير، ولكن علاقتي به وقتها إنني كنت...

لا... ليس أنا من "كنت"... بل هو...

كان رجلاً دقيقا، محباً للعمل النظيف الجيد, المتمهل.

مثلي تماما، لناحية المحبة للعمل النظيف، الجيد. أما التمهل، فقد كانت سرعتي بالطباعة هي مصدر فخري.

بمعنى إنني حين أطبع من صفحة مكتوبة فأن سرعتي تزيد عن سرعة القراءة، وكان عبد الرحمن يُحب إن "ينقلني" ، إذ، ربما يد هفوة في الكتابة، فيعدلها، في حين كنت أنا أتابع الكتابة طالما ما أراه مكتوباً منطقياً وليس بحاجة إلى تغيير، وكان حين يكتشف أنني قد تجاوزته في الكتابة يعلن غضبه ويبدأ بالصراخ... وكنت أتفهم صراخه وغضبه باعتباره هو الأكثر علماً وفهماً ومركزاً... ثم انه كريم الأخلاق والنفس. وكان أحيانا يجبرني على إعادة طباعة صفحة ما، أكثر من مرة، لأنه قرر تغيير كلمة، تطلب أن أعيد طباعة الصفحة من جديد لأن رأيه عاد واستقر على الكلمة الأولى التي قام بتغييرها...

وكنت أحيانا اعترض وأقول أن هذه الكلمة أفضل من التي يود استبدالها، فيصرخ بي

ولك شو بيهمك انت... عيدها وخود حقها!

وكان يدفع لي "إكرامية" تتجاوز المبلغ الذي يدفعه لمحاسب المكتب عن عدد الصفحات التي طبعها، وهي لا تتجاوز الأربعة أو الخمسة صفحات...

في حين كانت علاقتي بالرئيس الشهيد الحبيب رفيق الحريري وقتها، انه جاء المكتب، للأكثر من مرة، لطباعة بعض الرسائل.

كان العمل معه أكثر من سهل، وسلس. كان يعطيني الأوراق وينبهني أن أي صفحة بها أي خطأ، ولو صغير، فعلي أن أعيد طباعة الصفحة.

وكنت أحاول دائماً أن اكسب إعجابه، كما افعل مع عبد الرحمن الصلح ومع بقية الزبائن، بسرعتي بالطباعة. وكان يهنئني ويشكرني. وعلى عكس رواية قراءتها عن استدانته مبلغ بسيط لتأمين سفره، فقد كان كريماً معي... واذكر، اذكر جيداً انه قال لي أكثر من مرة،

"أن وفقني الله... لن أنساك"!

مضت السنين، وبقيت تلك الذكريات وغيرها، عامرة في عقلي الباطن...

الى ان كان يوم، طلب مني المرحوم وليد أبو ظهر صورة لرفيق الحريري...

كان اسم الرئيس الحبيب المغدور بدأ يظهر...

وبحثت في الأرشيف... لم نكن نملك أية صورة، فاتصلت بأرشيف مجلة "المستقبل"، وكانت تلك عادة بيننا بان نتعاون بتبادل الصور بين زملاء.

كانت لديهم صورة وحيدة للرئيس الحبيب، فأعاروني إياها...

وإذا ما راجعتم إعداد تلك الفترة من مجلتي "المستقبل" و"الوطن العربي" فسوف تجدون أن نفس الصورة كانت تنشر في كل مرة ينشر خبر عن الرئيس الحبيب...

وببروز اسم الرئيس الحريري، طفح إلى السطح في رأسي صورته... نعم ! إنا لم اخطأ. من أحبهم، يحبهم الله ويوفقهم!

كنت منذ تلك اللحظة من المجندين للرئيس... وكان كل نصر له، نصرٌ لي.

في أواخر تلك الأيام كان السفير جوني عبده سفيراً في باريس، واذكر ان الأستاذ وليد أبو ظهر، او رؤوف شحوري، أو، ربما، الاثنين معاً، ذهبا إلى جنيف لمقابلة الرئيس... وكانت هناك اتصالات مع السفير بهذا الشأن... وهذه تفاصيل لا اعرف عنها شيئاً لا لأنها لم تكن تهمني، ولكن لأن مركزي وطبيعة عملي لا تخولني بان اعرف أكثر، وبالتالي، لم أكن أسعى لمعرفة أكثر...

كان كل ما يهمني أن يصعد نجم الحريري...

بعدها، وفي مناسبة اليوم الوطني السعودي، وفي الحفل الذي أقامه السفير جميل الحجيلان في اوتيل "انتركونتننتال" ظهر الرئيس الحريري...

ها أنا أراه لأول مرة، بعد كل تلك السنوات...

هل لا زال يذكرني...؟

لا يهم... المهم انني اذكره... وإنني كغيري، ككل ما اقترب منه، ككل من عرفه، تشبع منه بالمحبة.

كنت وقتها أصور الحفل لمجلة الوطن العربي، بالإضافة لمسؤوليتي عن الأرشيف، كنت مكلفاً أن أصور، على الأكثر, فيلماً واحداً (36 أو 24 صورة) وألا فأن المحاسبة في المجلة – رغم كرم المرحوم وليد أبو ظهر رحمه الله – لا تسدد فاتورة اكبر... ولكنني، يومها، تابعت الرئيس الحريري واستهلكت أكثر من فيلمين، واذكر أن سعادة السفير حجيلان استاء من تصرفي بعد أن انشغلت عن متابعة استقبالاته للشخصيات، لأتابع الحبيب الرفيق... واعتقد إنني يومها وزعت قسماً من الصور لمجلة "المستقبل" ولمجلة "كل العرب" وبالطبع نشرت في الوطن العربي.

في هذه الفترة كان نجم الرئيس الحبيب قد لَمَع شعبيا... نتيجة أياديه البيضاء...

ومن هنا... تابعت أعادة أعمار مدينتي... من بعيد. وكل ما كنت احلم به وجدت الرئيس الحبيب يحققه...

حين كنت صغيراً في السن، كان لي قريب من ضمن لجنة توسيع جامع محمد الأمين، وكانت اللجنة تقوم بجمع التبرعات للقيام بالتملكات اللازمة لعملية التوسيع وبناء المسجد. وكان المشروع يتقدم خطوة ليتأخر اثنتان. وكانت هناك معارضات... وأقوال... وتصريحات... وأحاديث عن سرقات أو إساءة استعمال التبرعات...

... إلى أن وصلت الأمور لتملك معظم العقارات اللازمة لمساحة المسجد. كل ألا واحد...

محل ... عازار !!!

كان في زاوية الواجهة المطلة على ساحة الشهداء محل عازار لبيع البوظة، وربما القهوة أيضاً لم اعد اذكر تحديداً. وأصبح هذا العقار العقبة الوحيدة التي تعرقل عملية أعمار الجامع... وكان هناك نقاشات وحوارات في الصحف، وربما دعاوى، ووساطات, الخ...

وفي نهاية الأمر، وبعد تدخلات لمرجعيات عديدة، قبل "عازار" ان تتم عملية البيع...!

و...

وقعت الحرب المشئومة...

وتوقف كل شيء...

وفي ليال باريس الباردة، كنت احلم، احلم أنني املك الملايين... وإنني اسخر هذه الملايين لإعادة بناء بيروت... ولتعمير مسجد محمد الأمينّ

كنت احلم فقط... ولكنني لم أفكر يوماّ، ولم اعمل لكسب الملايين...

الرئيس الحبيب عمل، وخطط، ونفذ، وكسب الملايين، وسخرها لعمل الخير...

بني مسجد محمد الأمين

وأتساءل:

هل وفاة حسام قبل سنين كانت "لهَد عزيمة هذا الرجل العظيم.

وأتساءل:

هل من أسباب اغتياله...؟!!

يا الهي، لا تدع عقلي يسرد، ويفند، ويتساءل...

بل لا... علًي أن اسرد، وأفند، وأتساءل...

نعم!... هناك متهمين مجرمين...

ولكني أريد أكثر من ذلك...

أريد أن يمثل المجرمين مذلين، مهانين أمام القضاء. وان ينزل بهم عقاب الله والشرع الحنيف...

كائناً من كانوا...

عقاب واحد... للأكبر رأس واصغر منفذ، وبمن علم ولم يُخبر، وبمن نفذ، وبمن خطط، من قريب أو بعيد... بل بمن فكًر، مجرد تفكير... في مثل هذا الجرم الذي يتًم شعباً...

يا الهي...

هذا سبب وحيد يمكن أن يجعلني أتابع الحياة...

حتماً...

الحياة بعد رفيق الحريري، ليست هي نفسها بعد الرئيس الحبيب الشهيد...

أما أن استسلم لليأس، كما فعلت منذ ذاك اليوم وأمًا الحياة لرؤية المجرمين والبصق على جثثهم بعد ان ينالوا القصاص!

ولأفعل... ها انذا أضع نفسي بخدمة هذا الهدف.

هل يتغلب علًي اليأس...

أم انتفض...

مهما فعلت...

فالحياة، بعد الرئيس الحبيب الشهيد، لن تكون نفسها.

والأمل، الأمل الوحيد: الحقيقة. والنيل من الجبناء!

لو لم يكن عملهم عاراً عليهم... لما اختبئوا وعملوا، ولا زالت أعمالهم تجري في الظلمات...

للمتابعة وإعادة الكتابة

2006

Publicité
Commentaires
asfan-husam
Publicité
Publicité